بسم الله الرحمن الرحيم
أمراض القلوب
للدكتور : خالد جبير
سلسلة متجددة يومياً
-1-
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام يعلم الله أنى أحبكم في الله، وأسال الله سبحانه وتعالى أن يصلح نيتي ونواياكم ويصلح ذريتي وذراريكم وأن يحفظني وإياكم من الرياء والسمعة وان يجعلني وإياكم ممن يخلصون العمل، وأساله سبحانه أن لا يجعل للشيطان علينا مدخلا، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عباد ته أما بعد:
فإنّ هذه الموضوعات التي أكتبها لكم هي كلمات من أخ يحبكم تخرج من قلبه قبل أن تمر على لسانه وقلمه ليخاطب بها قلوبكم لأنه يحبكم ويعزكم
* كيف جمعت هذه المادة؟
جمعتها من كتب السلف الصالح، ومن الأبحاث الطبية التي اطّلعت عليها، وهي أكثر من أربعين بحثاً طبياً في مجال القلب وجراحته، جمعتها مما مرّ بي من تجارب وقصص واقعية باشرتها بنفسي ولا أقول قال، ولكني أقول قلت ورأيت أما بعد:
قال تعالى (أن السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا..)
فالقلب لهذه الأعضاء كالملك المتصرف بالجنود الذين يأتمرون بأمره ويستعملهم فيما يشاء تحت عبوديته وقدرته وتكتسب منه الاستقامة، والذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهو القلب) . متفق عليه
وكما أن القلب لأعضاء الجسم هو الملك المتصرف فيها إذا صلح معنوياً صلحت باقي أعضاء الجسم وجوارحه، فإذا مرض القلب عضوياً وأصيب بأحد الأمراض التي تؤثر على وظيفته فإن باقي أعضاء الجسم الأخرى تتأثر، فالرئة تمتلي بالماء وتتأثر وظيفتها، وتتضخم الكبد، وتتأثر وظيفتها.
وكذلك الكلى فقد تتوقف، وتقل الهمة، وتزيد الغمة،وتتورم الأطراف، وينتفخ البطن، ويجهد المخ. إذاً هو تأثير القلب، إذاً هو فعلا ملك الأعضاء والمسيطر على صحتها إذا صلح صلحت وإذا فسد فسدت .
* أمراض القلوب " فهما نوعان:
1- مرض الأبدان:
قال تعالى (فليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ....)
2- مرض القلوب نوعان:
أ- مرض شبه وشك.
قال تعالى (وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا...)
ب- مرض شهوة وتمني:
قال تعالى (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا)
القواعد الأساسية للطب التي وضعها ابن القيم:
منذ ثمان مائة سنة وضع ابن القيم قواعد في الطب مازال معمولاً بها إلى وقتنا الحاضر استخلصها من كتاب الله وما زالت هي قواعد الطب وستبقى هي القواعد الأساسية للطب، ذكر ابن القيم إن لطب الأبدان قواعد ثلاث:
1- حفظ الصحة.
2-الحمية عن المؤذي.
3-استفراغ المواد الفاسدة.
أما حفظ الصحة قال تعالى (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر....) فالمولى أراد صحة عباده بأن أجاز لهم الفطر في السفر.
أما الحمية عن المؤذي فقد قال تعالى (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءًً فتيمموا صعيداً طيبا....)
والحمية يا إخوان نوعان :
1- حمية عامة:-
وهي أن تحمى الأمة كلها من كل ما حرم الله- سبحانه وتعالى-من خمر ومخدرات ودخان .
وإني أستغرب كما تستغربون أن يأتي بعض الأشخاص فيحمي نفسه عن بعض ما أحلّ الله له كمن يصاب بالسمنة فيحمي نفسه عن بعض الأكل ويتورع أن يأكل ويقف ويحرم نفسه، وإن كان هذا شيء طيب إلا أنك تجد من يفعل هذا ويحمي نفسه عن الحلال و لا يحمي نفسه عن الحرام من دخان وخمر وغيرهما من المحرمات، وهذا تناقض عجيب كيف تحمي نفسك عن الحلال وإن كان في حالك مضر لأنّ سمنتك عالية ولكن نجد بعض الأشخاص يعمل حميه لنفسه عن الأكل لينقص وزنه ولكنه يدخن، تضارب عجيب يحرّمون الحلال على أنفسهم طمعاً في حفظ الصحة ولكنهم لا يتورّعون عن الحرام وهو الدخان وغيره من المحرمات.
2- حمية خاصة:-
كأصحاب السكر عن السكر، وأصحاب الدهون، عن الدهون وأصحاب داء الملوك عن بعض الأغذية واللحوم.