وكاد الحلم أن يتحقق
هادئة وادعة كانت ثواني الحياة تسير بنا أيامها الطوال كيفا شاءت ونحن نتبعها سائرين الدرب في ركابها كما هي تماما كل حسب قسمته ونصيبه المكتوب نصارعها تارة وتصرعنا تارة وهكذا دارت رحاها ونحن معها كيفما اتفق.
سنواته كم العمر على أقرب الحدود نبذل كل ما بوسعنا تحقيقا للحلم الحياتي المتواضع المتناهي في الصغر ألا وهو اتيان تلك اللحظة المرجوة والتي نطلق عليها نحن أهل الأرض اسمها المرادف تماما ألا وهو السعادة وتحقيق حلم ما طالما راود النفس البشرية وهو حق مشروع أن نصبو ونأمل ونتمنى ونحلم وننتظر لأي من تلك الرجاءات أي تحقيق كائنا من يكون.
وهكذا دارت بنا سنوات عمر الحياة كبشر حالمين آملين متمنين وهو مشروع كما اتفقنا منذ قليل.
وكما تعلمنا منذ الصغر أن نعمل ونجتهد ثم نتبع ذلك بصادق الدعاء الى الله العلي العظيم أن يمنحنا منه كل التوفيق والسداد ولأحلامنا واقع التحقيق وكما هي حال معظمنا فعلت كواحد من بني الانسان يتمنى ولو لحلم من كثير أحلامه أن يرى نوار الواقع والحقيقة أو البيان فأخذت دوري في دعاء مستفيض بأن يتحقق واحد من أحلامي الأمنيات التي كانت على مر سنوات العمر ودرب التجربة الحياة.
ورويدا رويدا وجدتني في مواجهة تجربة جديدة آملت منها أن تكون بدايات حقيقية واقعة سيتجول معها حلمي القديم الى واقع أعيشه وألمسه بل أرجوه.
فداعبت المخيلة بعضا من أمنيات جديدة في سبيل ذلك التوقع والرجاء فمكثت منتظرا بقية فصول تلك التجربة التي لم تكن سهلة أو هينة بل كانت على النقيض كما هي الحياة دائما تداعب الأمنية الخاطر والنفس فتارة تقترب وتارة تتباعد وأنا بين هذا وذاك أواصل التمني وصادق الرجاء .
وعلى مر شهور طويلة وكما هي حالات المد والجزر تماما مرت تلك الشهور وأنا أقترب قليلا قليلا من الامساك بتلابيب تلك الأمنية التي طالما راودتني أن أتلمس درب السعادة المنشود. وكما الناس تضاربت المشاعر وتواترت الأحداث وأنا أحاول اللحاق بفرصتي التي كلما دنوت منها اضطرب قلبي وتفاوتت مشاعري وكل دربي أصبح رهينا لهذا الحلم والأمل الذي أراه مشروع والذي كان كعادته دوما مرة يطفو وما يلبث أن يخبو وأنا أراه وله بالمرصاد أحاول به لحاقا وكلي أن أن يتحقق ولو لمرة من مرات ذلك الحلم الكبير الذي طالما حلمت وله انتظرت كما هم الناس بطبيعة الحال فأنا لا أعدو كوني واحد من الناس.
فحلمنا الأصعب هو ذلك الذي يقترب أحيانا من التحقيق لذا نكون خلاله وبعده أشد ما نكون من حالات القلق والحيرة وواقع التضارب والحيرة طالما تأتينا ونحن على تلك الحالة من الحلم والأمل وصادق التمني الحياتي لأي منا أن يلحق بركب الدرب الحلم المنشود.
وكما كان قلمي دائما صديقي الحميم ومترجم مشاعري الوفي الأمين صاحبني خلال تلك الأمنية وذلك الحلم واضطرب باضطرابي واحتار بحيرتي وتأملم بالتالي لألمي فهكذا هو صديقي وخليلي الصادق الوحيد.
فأمسكت به بحنو ومحبة كعادتي فما كان منه الا أن سطر تلك الكلمات لنقل الخواطر وأنا خلال ذلك الحلم وتلك التجربة محاولا تسطير المشاعر خلالها ولا يستطيع الوصول بها الى حد الانتهاء فالحلم لا يزال قائما والنتائج لم تصبح بعد في حيز التحقيق والخاطرة معلقة الى حين هكذا قال قلمي نيابة عني والى حين.
ثم تتواصل الأحداث ويفك تعليق الخاطرة بأن تتبادر الى أرض الواقثع متغيرات جديدة بأن بادر من وعد ربما تحققت معه الأمنية فآثرت الا أن أستكمل المسيرة فحزمت حقائبي وغادرت الى حيث طلب مني الى تلك البلدة الجميلة التي يحلم بمصافحة عينيه لها كل ذو لب وجيد احساس وحالم خيال وهناك حططت رحالي ذات ليلة فاذا بهذا العبق الجبلي الجميل من هواء تلك البلدة الوادعة يخترق كل كياني ومبشرا بقادم جميل أيام وربما وكما حلمت تماما.
وها أنذا أواصل درب تحقيق الأمنية التي كانت ذات يوم قريب مضى درب من دروب الخيال الا أنني اللحظة على مشارفها وربما من يدري .
وتعلق الخاطرة من جديد والى لقاء.